المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

الشاعر السوري محمد العثمان: الشعراء لم يأخذوا حقهم في التكريم إلى الآن خاصة من إعلام المعارضة

 
   
11:36


الشاعر السوري محمد العثمان: الشعراء لم يأخذوا حقهم في التكريم إلى الآن خاصة من إعلام المعارضة

الشاعر السوري، محمد العثمان، واحداً ممن أنجبتهم سوريا الحرة، لم يقبل بالرضوخ، فهاجر بلاده أو هجرته ØŒ على أمل منه بالرجوع مرة أخرى حين تحين الفرصة ØŒ ويعد الشاعر من الأصوات الشعرية السورية الشابة التي برزت في بداية الألفية الثانية ØŒ فقد قدمه الشاعر Ø£Ø¯ÙˆÙ†ÙŠØ³ وراهن على تجربته، ومايهمه اليوم هو التساؤل الذي أثاره خلال حديثنا معه، حول دور إعلام المعارضة السورية في تكريم الشعراء والأدباء والفجوة الكبيرة بين دور الإعلام المعارض، وممارسات اعلام النظام في هذا الشأن ،الذي لايترك شاردة ولا ورادة إلا وقد سلّط عليها الضوء لنشر رسائل معينة، في حين يغفل اعلامنا عن ذلك.

 

 ÙˆÙŠØ¹ØªÙ‚د العثمان أنّ الحالة الأدبية اليوم في الوطن العربي عموماً وفي سوريا خاصة، تحتاج إلى عمق أكثر فالسطحية والاستعجال تغلب على كثير من الكتابات

وتعد قصائد ديوانه "سدرة الموت ØŒ شهوة الوطن" حملت  Ø£Ø¨Ø¹Ø§Ø¯Ø§Ù‹ إنسانية متعددة خاصة تلك التي ذكرت موضوع الحرب التي تعيشها سوريا وتفاصيل أوجاعها، تصدر له قريباُ مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان "جاءت تُربّي الضوء" .

يقول الشاعر والروائي السوري: عندما نسعى لتعرية هذا النظام وتاريخه الإجرامي في كتاباتنا كما فعلت في روايتي (حربلك)  أو كما فعل بعض الزملاء في مجموعاتهم الشعرية والقصصية أو كتبهم الأدبية،نجد قنوات المعارضة تدير ظهرها لكل إنجازتنا الأدبية التي تلاقي قبولاً واسعاً في الوطن العربي وأوربا، بينما نرى إعلام النظام في الفترة الأخيرة ينتهج طريقة ذكية للترويج لنفسه، فمن يقيم حفلة ضخمة لأوركسترا مشهورة على المسرح الروماني في تدمر؛ هذا المكان نفسه الذي أعدم داعش عليه جنود النظام الأسدى، ومن يقيم مسابقة شعرية على قنواته ويرصد حركة الفنانين والأدباء الموالين له، يوحي لك أنه علم أن الدور الإعلامي مهم فهو يريد أن يقول إن الحياة أكثر من طبيعية في الشام وأنه راعٍ للثقافة والفنون فيها.

 ÙˆØ£Ø¶Ø§Ù خلال حديثه لـ "صوت دمشق" إن المفارقة تكمن عندما نشاهد الأدباء السوريين الذي رفضوا الذل والارتباط والترويج لهذا النظام القاتل، وقد حصد العديد منهم الجوائز والمسابقات العربية العالمية الضخمة والمهمة، لكن القنوات المعارضة كانت عاجزة بل لم تفكر بإيصال صوت الثورة من خلال هؤلاء المبدعين المكرسين والاستفادة من نجاحاتهم.

وطالب القائمين على وسائل الإعلام التابعة للمعارضة السورية أن تبدأ في تكريم الشعراء معنوياً والاهتمام بهم، موضحاً " هنالك صديق في بلد عربي فاز بإحدى جوائز الأدب وهذه الجائزة قد فاز بها أدباء سوريون معارضون لأربع مرات في سنوات سابقة ، لم تذكرهم وسيلة إعلامية معارضة واحدة ، بينما هذه السنة فاز الزميل العربي، لتقوم أكثر من خمس قنوات إعلامية في بلاده بإجراء مقابلات وتقارير عنه ، لتكرّسه كقيمة يفخر بها أبناء هذا البلد. وهذا ما لا يحصل معنا.. و أغلب الوسائل الإعلامية التي تتواصل معي هي عربية، وهذا ما يحز بقلبي وقلب زملائي من الكتاب الذين تبنوا موقف الثورة."

وتابع : يجب ألا يقتصر التكريم على الشعراء فقط، بل يجب تسليط الضوء على كل مبدع يقدم ويضيف بسمة على وجوه السوريين الذين فقدوا كل شيء إلا فكرهم وإبداعهم وقدرتهم على صنع الإبداع..

ولخّص العثمان ما كان يريد أن يوصله من مجموعته الشعرية "سدرة الموت، شهوة الوطن"، قائلاً : قلت فيها ألم الطرفين، من الفقد والموت، وخسارة الإنسان الذي في داخلنا وخرابه، وحاولت أن أوجد بعض الفسحات للحب والأمل في عدد من النصوص.

ويرى أن الإبداع هو حالة إشراقية انفعالية، لا يمكن تأطيرها بوقت أو فترة أو انتظار أي أزمة حتى نستطيع التعبير عنها، لا يمكن تأجيل مشاعرنا في البكاء أو الفرح أو حتى الأمل... نعم النضوج يكون إلى حد أكبر صحيحاً بعد نهاية التجربة، ولكن هذا الأمر يكون في مرحلة آنية وليس في فترة طويلة، كما  يحصل في سوريا.

ويعتقد العثمان أنّ الحالة الأدبية اليوم في الوطن العربي عموماً وفي سوريا خاصة، تحتاج إلى عمق أكثر فالسطحية والاستعجال تغلب على كثير من الكتابات، يجب على جميع المؤسسات أن تشجع على القراءة ثم القراءة ثم القراءة ثم الكتابة، ويجب إيجاد طرق حديثة لمساعدة الكاتب على تسويق كتبه من قبل جميع الهيئات والمؤسسات، الآن ما يعيب الحالة الأدبية هو التشابه الذي يطغى على أغلب التجارب.

أمّا عن المسابقات الأدبية والشعرية حالياً سواء المحلية أو الدولية، فالبعض يتهمها بوجود انحيازات شخصية Ùˆ لا تعتمد معظمها على معايير واضحة في التقييم، ولكن بعض المسابقات فيها شيء من المصداقية وهذا الأمر مشجع في المستقبل على تكريس هذه المسابقات  كما في مسابقة الطيب صالح في السودان التي تتمتع بمصداقية عالية وهذا ما تؤكده الأعمال الفائزة، فعندما يكون العمل المقدم إليها مغفلاً تماماً عن لجنة التحكيم التي يجب أن تكون سرية تماماً، واللجنة متغيرة في كل عام قد نجد شيئاً من المصداقية.

ويفكر الروائي السوري في الدخول جدياً لعالم الدراما والسينما، قائلاً : منذ فترة بعيدة عكفت على كتابة سيناريو تلفزيوني تاريخي ثم توقفت لأنه بحاجة لتفرغ كامل ، وهذا ما ينقصني بالفترة الأخيرة.

محمد طه العثمان ، شاعر وناقد وروائي سوري من مواليد مدينة حلفايا في محافظة حماة، حاصل على ماجستير في النقد الأدبي، وأعمل مديراً لمدرسة تربوية اسمها سوريانا. مقيم حالياً في تركيا بمدينة كركهان المتاخمة للحدود السورية ،وخرج من سوريا منذ قرابة عامين، بعد أن سقطت مدينته حلفايا بيد النظام.

بدأت موهبته في الشعر في نهاية المرحلة الابتدائية، وبداية المرحلة الإعدادية، قائلاً : "بتلك الفترة بالتحديد أغرمت بالشعر والأدب العربي، فكانت المطالعة الدائمة وهضم كل ما أقرأ أكبر مساعد لي."

وأضاف : إن اختيار مجال دراستي ساعدني إلى حد بسيط على تنمية موهبتي وصقلها،  Ùˆ دخولي إلى القسم كان حباً مني بإضافة شيء في تدريس الشعر ونقده، فأغلب ما تلقيته في الجامعة كنت قد اطلعت عليه في مراحل مبكرة قبل الجامعة.

أمّا عن طقوسه  التي اعتاد عليها للدخول في حالة الكتابة، فهي :فنجان القهوة، وإنارة خافتة، إضافة إلى الهدوء.

ويحرص العثمان على التواصل مع الشعراء الأخرين ، و حضور الصالونات الأدبية والشعرية في سوريا أو خارجها، من خلال المهرجانات التي كانت تقام في سوريا، ثم توسعت الدائرة إلى بعض الأنشطة في الدول المجاورة، وفي السنوات الأخيرة، كان للأنترنيت دور كبير من خلال المنتديات ثم ظهور الفيس بوك الذي أصبح اكثر وسيلة فعالة للتواصل.

أما عن  المعايير أو الخصائص التي يجب أن تتوافر في الشاعر أو الكاتب لكي يصل بسرعة إلى جمهور عريض من المتابعين، فيرى أنه بقدر ما يكون عميقاً ويكون بسيطاً وملامساً لأعماق الجمهور، وكل هذا يتطلب الصدق الكبير.